دعـوة

مسائل في الاعتصام بالكتاب والسنة -2

المسألة الثانية
ليس من الإيمان، بل من النفاق ترك التحاكم إلى الكتاب و السنة عند النزاع

و النصوص في ذلك كثيرة:

1-          قال الله عز وجل: ]فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [ (النساء : 65).

 قال الإمام ابن القيم: فأقسم سبحانه بنفسه، أنَّا لا نؤمن حتى نحكِّم رسوله في جميع ما شجر بيننا، و تتسع صدورنا بحكمه، فلا يبقى منها حرج، و نسلم لحكمه تسليماً، فلا نعارض بعقل و لا رأي ولا هوى ولا غيره، فقد أقسم الرب سبحانه بنفسه على نفي الإيمان عن هؤلاء الذين يقدِّمون العقل على ما جاء به الرسول، و قد شهدوا هم على أنفسهم بأنهم غير مؤمنين بمعناه، و إنْ آمنوا بلفظه (1).

2-          و قال عز وجل: ] أَلَمْ تَرَ إِلَى الذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفِرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيدًا + وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا + فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلا إِحْسَانًا وَ تَوْفِيقًا + أولَئِكَ الذِينَ يَعْلَمُ الله مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَ عِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ  قَولاً بَلِيغًا + وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بإِذْنِ اللهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا[   (النساء : 60 – 64).

في هذه الآيات: يُعجّب تعالى عبادَه من حالة المنافقين، الذين يزعمون أنهم آمنوا بما جاء به الرسول وبما قبله، و مع هذا يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت، و هو: كل مَنْ حكم بغير شرع الله، و الحال أنهم قد أُمروا أن يكفروا به، فكيف يجتمع هذا و الإيمان؟! فإن الإيمان يقتضي الانقياد لشرع الله وتحكيمه في كل أمر من الأمور، فمن زعم أنه مؤمن، و اختار حكم الطاغوت على حكم الله، فهو كاذب في ذلك، وهذا من إضلال الشيطان إياهم، و لهذا قال: ] وَ يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلّهُمْ ضَلالاً بَعِيدًا [  أي: عن الحق. فكيف يكون حال هؤلاء الضالين] إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ [ من المعاصي ومنها تحكيم الطاغوت ]ثُمَّ جَاءُوكَ[   معتذرين لما صدر منهم]  يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلا إِحْسَانًا وَ تَوْفِيقًا[ أي: ما قصدنا في ذلك إلا الإحسان إلى المتخاصمين و التوفيق بينهم، وهم كَذَبةٌ في ذلك، فإن الإحسان: تحكيم الله و رسوله و من أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون.

و لهذا قال: ] أُولَئِكَ الذِينَ يَعْلَمُ اللهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ [ أي: من النفاق والقصد السيء                 ] فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ  [أي: لا تُبال بهم، و لا تقابلهم على ما فعلوه و اقترفوه ]وَعِظْهُمْ [ أي: بيِّن لهم حكم الله تعالى، مع الترغيب في الانقياد والترهيب من تركه، ]وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا  [أي: انصحهم سراًّ بينك و بينهم، فإنه أنجح لحصول المقصود، وبالغ في زجرهم وقمعهم عما كانوا عليه (2).

3-          و قال سبحانه و تعالى ]وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَ أطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مِّنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ  + وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مُّعْرِضُونَ + وَإِنْ يَكُنْ لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ + أَفِي قُلُوبِهِمْ  مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ الله عَلَيهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ + إِنَّمَا كَانَ قَولَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ  أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا وَأُلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ  + وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ[ .  ( النور : 47 -52  ).

 قال الحافظ ابن كثير في تفسيره لهذه الآيات: يخبر تعالى عن صفات المنافقين، الذين يظهرون خلاف ما يبطنون، يقولون قولاً بألسنتهم ]آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَ أطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مِّنْ بَعْدِ  ذَلِكَ [ أي: إذا طُلبوا إلى اتباع الهُدى فيما أنزل الله على رسوله أعرضوا عنه، و استكبروا في أنفسهم عن اتِّباعه، و هذه كقوله تعالى:  ]أَلَمْ تَرَ إِلَى الذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ[     إلى قوله:  ]رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا [ قوله تعالى: ]  وَإِنْ يَكُنْ لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ   مُذْعِنِينَ[ أي: و إذا كانت الحكومة لهم لا عليهم جاؤوا سامعين مطيعين، و هو معنى قوله: ]مُذْعِنِينَ[. و إذا كانت الحكومة عليه، أعرض و دعا إلى غير الحق، و أحب أن يتحاكم إلى غير النبي صلى الله عليه وسلم ليروج باطله ثَمَّ. فإذعانه أولاً لم يكن عن اعتقاد منه أن ذلك هو الحق، بل لأنه موافق لهواه، ولهذا لما خالف الحق قصده، عَدَل إلى غيره، و لهذا قال تعالى:  ]أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ [ الآية، يعني: لا يخرج أمرهم عن أن يكون في القلوب مرضٌ لازم لها، أو قد عَرَض لها شكٌّ في الدين، أو يخافون أن يجور الله و رسوله عليهم في الحكم؟! و أيّاً ما كان فهو كفر محض، والله  عليم بكل منهم، و ما هو منطو عليه من هذه الصفات. و قوله تعالى: ] بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ[ أي: بل هم الظالمون الفاجرون ، و الله ورسوله مبرءان مما يظنون و يتوهمون من الحيف و الجور، تعالى الله و رسوله عن ذلك(3).

 قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: و من خالف الكتاب والسُّنّة المستفيضة، أو ما أجمع عليه سلف الأمة خلافاً لا يعْذر فيه، فهذا يُعامل بما يعامل به أهل البدع (4).

__________________
الهوامش

1        الصواعق المرسلة (3/828).

2                    تيسير الكريم الرحمن (2/43) للسعدي ، بتصرف يسير .

3                    تفسير ابن كثير ( 3/298).

4                    مجموع الفتاوى (24/172).

المسألة الثالثة
وجوب تدبر نصوص الكتاب و السنة للعمل بهما

لا يتحقق التمسك بكتاب الله إلا حين يحصل التدبر له، ثم العمل بما جاء فيه.

 الأدلة من الكتاب:

 قال تعالى: ] كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الأَلْبَابِ[ (ص:29). فتدبرُ الآياتِ يُوصلك إلى المعنى المراد.

و التذكر هو العمل بهذا القرآن بعد معرفة معناه. فلا يمكن العمل بما أنزل الله تعالى إلا بعد الفهم والعلم.

2- و قد ذم الله أهل الكتاب لكونهم لا يعرفون من كتابهم إلا مجرد التلاوة، فقال سبحانه: ] وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ[ (البقرة:78).

3- و قال: ] أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا[ (محمد:24).

و هذا إنكارٌ من الله تعالى على من أعرض عن تدبر الآيات التي فيها خير الدنيا و الآخرة، و التحذير من كل الشرور.

 قال السعدي:  ]أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [ أي: فهلا يتدبر هؤلاء المعرضون لكتاب الله، و يتأملونه حق التأمل، فإنهم لو تدبروه، لدلَّهم على كل خير، و لحذَّرهم من كُلِّ شر، و لملأ قلوبهم من الإيمان، وأفئدتهم من الإيقان، و لأوصلهم إلى المطالب العالية، و المواهب الغالية، ولبيَّن لهم الطريق الموصلة إلى الله، و إلى جنته و مكملاتها ومفسداتها، والطريق الموصلة إلى العذاب، وبأي شيء تحذر، ولعرَّفهمْ بربهم، و أسمائه و صفاته و إحسانه، و لشوَّقهمْ إلى الثواب الجزيل، و رهَّبهمْ من العقاب الوبيل.

 ]أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا[  أي: قد أغلق على ما فيها من الشر و أقفلت، فلا يدخلها خير أبداً؟ هذا هو الواقع. انتهى.

الأدلة من السنة الشريفة:

1-      قال صلى الله عليه وسلم : «نَضَّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها و حفظها وبلّغها، فربَّ حامل فقه غير فقيه و ربَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه…» (1).

فالنبي صلى الله عليه وسلم  يقول، من سمع كلامي فوعاه و فهمه و عرف ما يحوي من الفقه و العلم و حفظه فليحدث به و ليعلمه للناس، و إلا فليبلغه إلى غيره دون زيادة لئلا يكذب عليه صلى الله عليه وسلم إذا روى بمعنى لم يُرده.

 الآثار:

و قد كره أهل الحديث الإكثار من الحديث دون تدبر أو فهم، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إياكم و كثرة الحديث عني، من قال عليّ فلا يقولنَّ إلا حقاً أو صدقاً، فمن قال عليَّ ما لم أقل فليتبوّأْ مقعده  من النار» (2).

قال ابن عبد البر بعد أن ذكر جملة من الآثار في هذا: إنما عابوا الإكثار خوفاً من أن يرتفع التدبر والتفهم (3).

و قال: أما طلب الحديث على ما يطلبه كثير من أهل عصرنا اليوم دون تفقه فيه، و لا تدبر لمعانيه فمكروه عند جماعة أهل العلم (4).

و من هنا قال بعضهم:

إنَّ مَنْ يَحْمل الحديثَ و لا يَعرف                    فيه التأويل كالصيدلاني

 _______________________

الهوامش

1        حديث صحيح ، أخرجه الترمذي (2658) والحميدي في مسنده (88) والخطيب في شرف أصحاب الحديث (18،19) وابن عبد البر في جامع بيان العلم (188) وغيرهم من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .

2         حديث حسن ، أخرجه أحمد (5/297) واللفظ له ، وابن ماجه (35) وغيرهما.

3         جامع البيان (2/1029).

4         المصدر السابق (2/1020).

***********************

المسألة الثالثة
وجوب تدبر نصوص الكتاب و السنة للعمل بهما

لا يتحقق التمسك بكتاب الله إلا حين يحصل التدبر له، ثم العمل بما جاء فيه.

 الأدلة من الكتاب:

 قال تعالى: ] كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الأَلْبَابِ[ (ص:29). فتدبرُ الآياتِ يُوصلك إلى المعنى المراد.

و التذكر هو العمل بهذا القرآن بعد معرفة معناه. فلا يمكن العمل بما أنزل الله تعالى إلا بعد الفهم والعلم.

2- و قد ذم الله أهل الكتاب لكونهم لا يعرفون من كتابهم إلا مجرد التلاوة، فقال سبحانه: ] وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ[ (البقرة:78).

3- و قال: ] أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا[ (محمد:24).

و هذا إنكارٌ من الله تعالى على من أعرض عن تدبر الآيات التي فيها خير الدنيا و الآخرة، و التحذير من كل الشرور.

 قال السعدي:  ]أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [ أي: فهلا يتدبر هؤلاء المعرضون لكتاب الله، و يتأملونه حق التأمل، فإنهم لو تدبروه، لدلَّهم على كل خير، و لحذَّرهم من كُلِّ شر، و لملأ قلوبهم من الإيمان، وأفئدتهم من الإيقان، و لأوصلهم إلى المطالب العالية، و المواهب الغالية، ولبيَّن لهم الطريق الموصلة إلى الله، و إلى جنته و مكملاتها ومفسداتها، والطريق الموصلة إلى العذاب، وبأي شيء تحذر، ولعرَّفهمْ بربهم، و أسمائه و صفاته و إحسانه، و لشوَّقهمْ إلى الثواب الجزيل، و رهَّبهمْ من العقاب الوبيل.

 ]أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا[  أي: قد أغلق على ما فيها من الشر و أقفلت، فلا يدخلها خير أبداً؟ هذا هو الواقع. انتهى.

الأدلة من السنة الشريفة:

1-      قال صلى الله عليه وسلم : «نَضَّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها و حفظها وبلّغها، فربَّ حامل فقه غير فقيه و ربَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه…» (1).

فالنبي صلى الله عليه وسلم  يقول، من سمع كلامي فوعاه و فهمه و عرف ما يحوي من الفقه و العلم و حفظه فليحدث به و ليعلمه للناس، و إلا فليبلغه إلى غيره دون زيادة لئلا يكذب عليه صلى الله عليه وسلم إذا روى بمعنى لم يُرده.

 الآثار:

و قد كره أهل الحديث الإكثار من الحديث دون تدبر أو فهم، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إياكم و كثرة الحديث عني، من قال عليّ فلا يقولنَّ إلا حقاً أو صدقاً، فمن قال عليَّ ما لم أقل فليتبوّأْ مقعده  من النار» (2).

قال ابن عبد البر بعد أن ذكر جملة من الآثار في هذا: إنما عابوا الإكثار خوفاً من أن يرتفع التدبر والتفهم (3).

و قال: أما طلب الحديث على ما يطلبه كثير من أهل عصرنا اليوم دون تفقه فيه، و لا تدبر لمعانيه فمكروه عند جماعة أهل العلم (4).

و من هنا قال بعضهم:

 إنَّ مَنْ يَحْمل الحديثَ و لا يَعرف                    فيه التأويل كالصيدلاني

 الهوامش

1        حديث صحيح ، أخرجه الترمذي (2658) والحميدي في مسنده (88) والخطيب في شرف أصحاب الحديث (18،19) وابن عبد البر في جامع بيان العلم (188) وغيرهم من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .

2         حديث حسن ، أخرجه أحمد (5/297) واللفظ له ، وابن ماجه (35) وغيرهما.

3         جامع البيان (2/1029).

4         المصدر السابق (2/1020).

 

زر الذهاب إلى الأعلى