فقه

مختصر في كيفية الحج والعمرة

مختصر في كيفية الحج والعمرة

* كيفية العمرة:

أولاً – إذا وصلت إلى الميقات يستحب لك أن تغتسل وتتطيب في جسمك دون ملابس الإحرام ، وتلبس إزاراً ورداءً ، ويستحب لك أيضاً أن تحرم بعد صلاة نافلة أو فريضة ، وليس للإحرام صلاة تخصه.

ثانياً- تُحرم بعد لبس الإحرام قائلاً «لبيك عمرة».

* محظورات الإحرام:

1- لبس المخيط (كالسراويل والثوب – الدشداشة ) والفانيلة ونحوها.
2- تغطية الرأس بملاصق، كالطاقية والغترة والعمامة.
3- لبس الخفين ، ومثله الجوربان إلا لمن لم يجد نعلين .
4- حلق الشعر أو قصه ، وقص الأظافر .
5- استعمال الطيب كالورد والزعفران والعود ، والمسك والعنبر وغيرها، لقوله صلى الله عليه وسلم :” ولاثوباً مسَّه وَرْس ولازعفران ..” متفق عليه .
وقوله في الذي وقصته راحلته : “ولاتمسوه بطيب ” متفق عليه .
6- الجماع ودواعيه (النظر بشهوة واللمس والقبلة) والمعاصي والجدال بالباطل {فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْـحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْـحَجِّ} (البقرة: 197).
8- قتل صيد البر، وهو مأكول الوحشي، ولا يحرم صيد البحر .
9- عقد النكاح لك أو لغيرك والخطبة، وعن عثمان مرفوعاً : « لا ينكح ولا يُنكح ولا يَخطِب » رواه مسلم .
10- قطع الشجر الأخضر في الحرم سواء كان محرما أوغير محرم .

وإحرام المرأة كالرجل إلا في اللباس ، فلا يحرم عليها المخيط ولا تغطية الرأس ، لكن تجتنب النقاب والبرقع والقفازين .

ثالثاً- ثم تلبي بتلبية النبي صلى الله عليه وسلم حتى تصل مكة : “لبيك اللهم لبيك، لبيك لاشريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك، لاشريك لك ” رواه مسلم عن ابن عمر رضى الله عنه .
وقوله صلى الله عليه وسلم ” أفضلُ الحج: العجُّ والثَّج” رواه الترمذي وابن ماجة .

رابعاً- فإذا دخلت المسجد الحرام فابدأ بطواف العمرة سبعة أشواط، مبتدئاً بالحجر الأسود ومنتهياً به ، وتستلمه في كل شوطٍ قائلا: “بسم الله والله أكبر” لحديث ابن عمر – في البخاري والتسمية من فعل ابن عمر رضى الله عنه .
فإن لم يمكنك تقبيله استلمه بيدك ثم قَبِّل يدك ، فإن لم تستطع فاستقبله ، ثم أشر إليه بيدك قائلا “الله أكبر” ولاتطف داخل الحِجْر “حجر إسماعيل” فإنه من البيت.

وأما الركن اليماني فاستلمه ولاتقبله ، ولاتقبل يدك ، فإن لم تستطع فلا تشر إليه ، واعتبره كالركنين الشاميين .

ويستحب الرَّمَل في الأشواط الثلاثة الأُول ، والرمل مسارعة المشي مع تقارب الخطا (لحديث مسلم عن ابن عمر) ويستحب أن تضطبع ، والاضطباع : هو وضع وسط الرداء تحت إبطك الأيمن ، وطرفيه على عاتقك الأيسر ( لحديث أبي داود).

ومن المستحب أن تذكر الله في طوافك ، ومن الذكر سبحان الله، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر، وتقرأ القرآن وتدعو الله عز وجل.

وقل بين الركنين: «ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» لحديث عبد الله بن السائب رواه أبو داود (1892).

ثم انطلق إلى مقام إبراهيم واقرأ {وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى} واجعله بينك وبين الكعبة ولو بعيداً إن تيسر، وإلا ففي أي موضع من المسجد الحرام . واقرأ فيهما سورة الكافرون وسورة الإخلاص.

ثم انطلق إلى زمزم فاشرب من مائها وتضلَّع . وقد قال صلى الله عليه وسلم عنها :
” طعام طعم ، وشفاء سقم ” رواه مسلم .
وقال : «ماء زمزم لما شُرب له» رواه أحمد .

ثم ارجع إلى الحجر الأسود فاستلمه أو أشر إليه ، قائلاً: الله أكبر، ثم اخرج من باب الصَّفا لتسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط، تبدأ بالصفا وتختمها بالمروة ، لقوله {إِنَّ الصَّفَا وَالْـمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} البقرة .
ولقوله صلى الله عليه وسلم: «اسعوا فإنَّ الله قد كتَبَ عليكم السعي» رواه أحمد .
فإذا دنوت من الصفا فاقرأ الآية السابقة ثم ارْقَ عليه إنْ استطعت ، أو قف عنده مستقبلاً الكعبة قائلاً: « لا إله إلا الله، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده ، أَنجزَ وعده ، ونَصرَ عبده ، وهزَمَ الأحزاب وحده» رواه مسلم من حديث جابر الطويل .
ثم ادع بعد ذلك بأي دعاءٍ فتح الله عليك . تقول ذلك الذكر ثلاث مرات ، وتدعو مرتين ثم تنزل من الصفا إلى المروة تمشي بينهما ، تدعو بما شئت من الدعاء المأثور، ولك أن تقرأ القرآن .
وتسرع المشي في بطن المسيل ( بطن الوادي وهو بين الميلين الأخضرين) للرجال فقط ، ثم تمشي حتى تصل إلى المروة ، وتصنع ما صنعته على الصفا.

ثم إذا انتهيت عند المروة عند الحلاقين، تقصر من جميع شعرك، لأنك إن شاء الله ستحلق بعد رمي جمرة العقبة ، وأما النساء فقد قال صلى الله عليه وسلم: « ليس على النساء حلق إنما على النساء التقصير» رواه أبو داود.
وتقصر المرأة من شعرها ولو قدر أنملة ( طرف الإصبع ) .

وبذلك تنتهي أعمال العمرة ، ويحل لك كل شيء حَرُم عليك ، وتمكث في مكة حلالاً إلى يوم التروية (8 من ذي الحجة).

* أعمال الحج ( للمتمتع ):

إذا كان يوم التروية (اليوم الثامن) يستحب لك أن تغتسل وتتطيب في جسمك ، ثم تلبس لباس الإحرام، ثم تُحرم بالحج من مكانك الذي أنت نازل فيه، قائلاً: «لبيك حجاً» ثم تلبي بالتلبية المعروفة، ولا تقطع التلبية إلا عند رمي جمرة العقبة يوم العيد. من السنة أن تتوجه إلى منى في اليوم الثامن قبل الظهر، وتصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصراً بدون جمع ، ثم تبيت فيها إنْ استطعت وتصلي الصبح.

بعد طلوع الشمس يوم عرفة «اليوم التاسع» تتوجه إلى عرفة ملبياً أو مكبراً.

فإذا وصلت «نمرة» فانزل فيها إلى الزوال «الظهر» إن استطعت لفعله صلى الله عليه وسلم وإلا فواصل المسير إلى عرفة . ومن السنة أن يخطب الإمام خطبة يبين فيها أعمال الحج ويأمرهم بالتمسك بالكتاب والسنة.
وبعد الخطبة يصلون الظهر والعصر قصراً وجمعاً في وقت الظهر.

ثم قف في عرفة، وعرفة كلها موقف، كما قال صلى الله عليه وسلم ، ويستحب لك أن يستقبل القبلة لا الجبل، وأكثر من الدعاء والتضرع إلى الله ، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «خيرُ الدعاء يوم عرفة، وخيرُ ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» رواه الترمذي عن ابن عمرو.
استمر في الدعاء وكرِّره حتى الغروب فإذا تأكدت من غروب الشمس، انصرف من عرفات إلى المزدلفة وعليك السكينة، ولا تصل المغرب والعشاء إلا بالمزدلفة جمع تأخير.
فإذا صليت المغرب والعشاء، فنم بالمزدلفة حتى الفجر لوجوب المبيت بها، ولكنه رخَّص للضعفاء من النساء والصبيان وغيرهم، أن يدفعوا إلى منى بعد منتصف الليل خشية الزحام، لحديث ابن عباس يقول: « أنا ممن قدَّم النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة في ضعفة أهله » رواه البخاري.
ولكن الأفضل ألا يرمي إلا بعد طلوع الشمس، كما جاء في حديث جابر « رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة يوم النحر ضُحى ، وأما بعد ، فإذا زالت الشمس» رواه مسلم.
ولحديث ابن عباس قال: قدمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أغيلمة بني عبد المطلب على جمرات لنا من جمع، فجعل يلطخ أفخاذنا، ويقول: « يا أبيني لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس» رواه ابن ماجة.

ولا بد من صلاة الفجر بالمزدلفة لجميع الحجاج، إلا الضعفاء وأصحاب الأعذار ومن رافقهم .
وإذا صليت الفجر فاذهب إلى المشعر الحرام «جبل بالمزدلفة» وقف عنده ، ثم اذكر الله واحمده وهلِّل حتى تُسفر جداً .
ومزدلفة كلها موقف لقوله صلى الله عليه وسلم: «وقفتُ ههنا وجمع كلها موقف».

ثم اذهب قبل طلوع الشمس إلى منى، وفي طريقك التقط سبع حصيات لترمي بها جمرة العقبة، وإن التقطتها من المزدلفة فلا بأس، وحجمه أكبر من الحمصة بقليل.

فإذا أتيت جمرة العقبة فارمها بالحصيات السبع مكبراً مع كل حصاة، جاعلاً مكة عن يسارك ومنى عن يمينك إن أمكن. وبعد الرمي اقطع التلبية.

ثم اذهب إلى المنحر وانحر هديك – إن لم تكن وكلت بالذبح غيرك – «ومنى كلها منحر» وعند ذبحك قل «بسم الله والله أكبر، اللهمَّ هذا منك ولك ، اللهمَّ تقبل مني» .والهدي واجب على المتمتع ، ومن لم يجد فعليه صيام ثلاثة أيام في الحج سوى عرفة، وسبعة إذا رجع إلى أهله ، ووقت الذبح يوم العيد وأيام التشريق الثلاثة نهاراً ، لقوله صلى الله عليه وسلم: «كل أيام التشريق ذبح» أحمد.

وبعد الذبح احلق أو قصِّر والحلق أفضل، فإذا فعلت فقد حلَّ لك كل شيءٍ حرُم عليك إلا النساء. (ويسمى هذا التحلل الأول ).

ثم تطيَّب والبس ملابسك المعتادة، واذهب إلى المسجد الحرام لطواف «الإفاضة» ولكن بدون رمل ولا اضطباع ، ثم صل ركعتين كما سبق ، وهذا الطواف ركن من أركان الحج .

ثم اسع بين الصفا والمروة سبعة أشواط كما تقدم.

بعد طواف الحج وسعيه يحلُّ كلُّ شيء، حتى نساؤك (ويسمى التحلل الثاني).

وإن حصل تقديمٌ أو تأخير في الترتيب الذي هو: رمي – نحر – حلق – طواف وسعي- فلا حرج .
وإن أخَّر الحاج طواف الإفاضة للمرض ونحوه، فطافه عند الوداع أجزأه .

ثم صل الظهر في مكة واشرب من ماء زمزم ، ثم ارجع إلى منى وامكث فيها أيام التشريق الثلاثة بلياليها.

في اليوم الأول من التشريق (ثاني العيد) ارم الجمرات الثلاثة بعد الزوال مبتدئاً بالجمرة الأولى (الصغرى) القريبة من مسجد الخيف، ارمها بسبع حصيات مكبراً مع كل حصاةٍ ، ثم سر قليلاً متجهاً إلى اليمين فقم مستقبلاً القبلة قياماً طويلاً ، داعياً الله تعالى .

ثم ائت الجمرة الثانية (الوسطى) وارمها بسبع حصيات مكبراً، ثم قم وادع، ثم ائت الثالثة القريبة وارم ولا تقف عندها، ثم افعل في اليوم الثاني مثل ذلك، ويجوز لك أن تودع، والأفضل أن تبقى إلى اليوم الثالث، وتفعل مثل الأول والثاني، ثم تودع البيت بطوافٍ دون سعي، وصل ركعتين .

زر الذهاب إلى الأعلى