دعوة

الحكمة الحكمة !

 

يا عباد الله ! الحكمة الحكمة !
قال الله تعالى ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) النحل : 125 .
يأمر الله تعالى عباده أن تكون دعوتهم للخلق ، مسلمهم وكافرهم ، إلى سبيل الله المستقيم ، ودينه القويم ، المشتمل على العلم النافع ، والعمل الصالح .

( بالحكمة ) أي : مع كل أحد ، حسب حاله ومنصبه وفهمه ، وقبوله وانقياده .
قال السعدي : ومن الحكمة : الدعوة إلى الله بالعلم لا بالجهل .
والبداءة بالأهم فالأهم .
وبالأقرب للأذهان والفهم .
وبما يكون قبوله أتم .
وبالرفق واللين .

( والموعظة الحسنة ) إن لم يحصل الانقياد بالحكمة ، ينتقل معه إلى الدعوة بالموعظة الحسنة ، وهو الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب .
وبيان ماتشتمل عليه الأوامر من المصالح ، والنواهي من المضار وتعدادها ، وذكر ما أعد الله تعالى للطائعين من الثواب العاجل والآجل ، وما أعد للعاصين من العقاب العاجل والآجل .

( وجادلهم بالتي هي أحسن ) أي : أحسن الطرق التي تكون أدعى لقبوله ولاستجابته ، عقلا ونقلا .
ومن ذلك : الاحتجاج عليه بالأدلة التي يعتقدها صحيحة ، فإنه أقرب لحصول المقصود .
وألا تؤدي المجادلة إلى المخاصمة والمشاتمة ، لأنه ستذهب فائدة المجادلة ومقصودها وهو هداية الخلق وصلاحهم ، لا المغالبة والانتصار للنفس .

( إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله ) أي : أعلم بالسبب الذي أدى به إلى الضلال ، ويعلم ما عمل في ضلالته وما سيعمل ، وسيجازيه عليها .

زر الذهاب إلى الأعلى