دعوة

بناء الماّذن تاريخا وحكما

 

اختلف المؤرخون في أول مئذنة بنيت في الإسلام ، ففي ” فتوح البلدان ” للبلاذري أن أول مئذنة في الإسلام كانت على يد زياد بن أبيه ، الذي عينه معاوية رضي الله عنه واليا على البصرة عام 45 هـ ، بينما ذكر المقريزي أن صوامع جامع عمرو بن العاص الأربع التي بناها مسلمة بن مخلد والي مصر في العهد الأموي عام 53 هـ هي أول مآذن في الإسلام  .

والسؤال : ما حكم بناء قبة ومئذنة على المسجد ؟ هل هناك حديث بخصوصها ؟

والجواب : أنه لا مانع من ذلك ، إذا كان بغير إسراف ولا مبالغة في النفقات ، لما فيها من فائدة إبلاغ الصوت ، والاستدلال على المسجد .

وقد سئل العلماء في اللجنة الدائمة للإفتاء : هل يجوز بناء القبب في المساجد إذا كانت لغرض الإضاءة والتهوية ؟
فأجابوا : ” لا نعلم حرجا في ذلك إذا كان الأمر كما ذكر في السؤال ” انتهى ” فتاوى اللجنة الدائمة ” (6/246) .

وجاء فيها أيضا (6/254) : ”  يعترض بعض الناس على إنشاء المآذن أصلا ويعتبر ذلك مخالفا للسنة وتبذيرا للمال ، ويرد عليه فريق آخر بأن المآذن أصبحت معلما يشهر المسجد ويدل عليه في وسط البنايات المزدحمة المرتفعة ، وهي تحجب الرؤية من بعيد ، والمسجد بمئذنته السامقة يشعر الكثيرين بأن المسلمين ما زالوا بخير أمام التحديات الكثيرة التي يواجهونها .

وكان الجواب : ” لا حرج في إقامة المآذن في المساجد ، بل ذلك مستحب لما فيه من تبليغ صوت المؤذن للمدعوين إلى الصلاة ، ويدل على ذلك أذان بلال في عهد النبي صلى الله عليه وسلم على أسطح بعض على أسطح بعض البيوت المجاورة لمسجده ، مع إجماع علماء المسلمين على ذلك ” انتهى .

ونحن نقول :

إن المشكلة حقيقة ليست في بناء المآذن ، إنما في الأسباب التي دعت إلى إجراء هذا الاستفتاء عليها ، ثم في الحملة المصاحبة للاستفتاء ، والتي جعلت غالبية المشاركين فيها يقولون في ذلك الاستفتاء :« نعم لا نرغب بها ؟! » .

وهي ضمن الحالة الجديدة التي بدأت تعم أوروبا الآن ، ويطلق عليها «الإسلام فوبيا» أي : التخويف من دين الإسلام  ، والخوف من المسلمين ، الذين أصبحوا في ظل هذه الحملة الموجهة غرباء غير مرحب بهم هناك ؟ أو أنهم إرهابيين ، أو يمكن أن يكونوا كذلك ، أو هم مواطنون من الدرجة الثانية أو الثالثة ؟! بسبب أن لهم ثقافة خاصة بهم  ؟!  وديانة خاصة ، أو أن لهم سلوكيات وعادات غير مرغوب فيها ؟

وهذه الاحتجاجات التي سمعناها في الاستفتاء  قد تتحول إلى قوانين يتم تنفيذها ضد الإسلام والمسلمين هناك ،  تقيد من حريتهم ، وتصيق عليهم ، والله المستعان ، وبه الثقة وعليه التكلان ، فهو ناصر دينه وكتابه ، وعباده الموحدين ، إنه هو القوي العزيز .

وإن كان قد صدرت استنكارات خجولة من  منظمة العفو الدولية ، والفاتيكان ، وغيرهم ، لكن هي لم تغير من الأمر شيئا .

زر الذهاب إلى الأعلى