دعوة

التغبير تطور إلى الأناشيد الإسلامية ؟!

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد : فالحمد لله الذي أكمل لنا ديننا ، وأتم علينا نعمته ، ورضي لنا الإسلام دينآ ، ولم يقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بعد أن دل أمته على كل خير يعلمه لهم ، ويقربهم إلى ربهم ، وحذرهم من كل شر يعلمه لهم ، ويباعدهم من ربهم .

فلا يخفى على من له أدنى بصر وبصيرة ، أن الأناشيد اليوم التي تسمى زورا ( إسلامية ) وقد دخلها كثير من المخالفات الشرعية ، فمن ذلك : وجود آلات اللهو والمعازف ، وبعضها عولجت بأجهزة الحاسوب فتصدر اصواتاً كأصوات المعازف تمامآ !

لا فرق بينها وبين الغناء المعروف بين المطربين ؟!

ولا تختلف كثيرا عن الغناء المحرم ، فهي ملحنة بألحان الغناء ، وربما لحنها ملحنوا الغناء الذين يلحنون الأغاني الماجنة  الهابطة

وكانت موجودة وربما بغير هذه الصور في الماضي باسم السماع أو ( التغبير )

وقد حذر منها السلف وائمة الإسلام كالإمام أحمد رحمه الله لما سئل : ما تقول في أهل القصائد ؟ فقال: بدعة ، لا يجالسون .

وقال الإمام الشافعي رحمه الله :

خلفت شيئا ببغداد ، أحدثته الزنادقة يسمونه ” التغبير ” يصدون به عن القرآن !!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية معقبا :
“وهذا من كمال معرفة الشافعي وعلمه بالدين ، فإن القلب إذا تعود سماع القصائد والأبيات ، وألتذ بها ، حصل له نفور عن سماع القرآن والآيات ، فيستغني بسماع الشيطان عن سماع الرحمن ؟!
ثم قال : ” والذين حضروا السماع المحدث الذي جعله الشافعي جملة من إحداث الزنادقة ، لم يكونوا مجتمعين مع مردان ونسوان ، ولا مصلصلات وشبابات ، وكانت أشعارهم مزهدات مرققات ” انتهى كلامه

قلت : فكيف لو أدرك الإمام الشافعي رحمه الله تعالى أناشيد اليوم ، فبماذا سيحكم عليها ؟!!!!!

وقال الشيخ العلامة الألباني رحمه الله تعالى :
” لا يجوز التقرب إلى الله تعالى إلا بما شرع الله ، فكيف يجوز التقرب إليه بما حرم ؟! وأنه من أجل ذلك حرم العلماء الغناء الصوفي ، واشتد إنكارهم على مستحليه ، فإذا استحضر القارئ في باله هذه الأصول القوية ، تبين له بكل وضوح أنه لا فرق من حيث الحكم بين الغناء الصوفي ، والأناشيد الدينية ؟! بل قد يكون في هذه آفة أخرى ، وهي : أنها قد تلحن على ألحان الأغاني الماجنة ، وتوقع على القوانين الموسيقية ، الشرقية أو الغربية ، التي تطرب السامعين وترقصهم ، وتخرجهم عن طورهم ، فيكون المقصود هو اللحن والطرب ، وليس النشيد بالذات !
وهذه مخالفة جديدة وهي التشبه بالكفار والمجان ، وقد ينتج من ذلك مخالفة أخرى ، وهي التشبه بهم في إعراضهم عن القرآن ، وهجرهم إياه ، فيدخلون في عموم شكوى النبي صلى الله عليه وسلم من قومه ، كما في قوله تعالى : ( وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذاالقرآن مهجورا ) سورة الفرقان الآية ( 30 ) انتهى كلامه .

فمن المخالفات : هجر القرآن واستبداله بالأناشيد ، فبعضهم يحفظ من الأناشيد اكثر مما يحفظ من القرآن ؟! ومنهم من جعلها ديدنه ، فما يردد الأناشيد أكثر من ذكر الله تعالى والاستغفار ؟! وآخرون صار لا يتعظ قلبه إلا بها ، ولا يبكي إلا عند سماعها ؟!

نسأل الله تعالى الهداية والصلاح للجميع

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

 

زر الذهاب إلى الأعلى