مقالات مختارة

الاهتمام باللغة العربية

لا يخفى عليكم أن لغتنا العربية هي لغة القرآن الكريم وقد خصها الله تعالى وفضلها على سائر اللغات ، وأن المحافظة عليها هو سبيل رضى رب العالمين ، وأن الأمم تتميز بلغاتها فلو وقف أمامنا رجلان من أوربا لم يُميز بينهما – عموماً – إلا عندما يتحدثان ، فلو تحدث أحدهما بالفرنسية لعلمنا أنه فرنسي ، ولو تحدث الآخر بالالمانية ، لعلمنا أنه ألماني ، وأن أغلب أمم الأرض تعتز بلغاتها ، وتحافظ عليها بشتى الطرق والاجراءات .

بل وتجد رجل الشارع العامي منهم يرفض أن يتكلم بغير لغته الأم اعتزازاً بها ، وقد لاحظ ذلك ممن زار تلك البلاد ، وقد حذرنا النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – من اتباع غيرنا من الأمم فقَالَ : « لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ » . قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ؟! قَالَ « فَمَنْ » . رواه البخاري .

وقد فشا في بلادنا العربية في الآونة الأخيرة شيء من التهاون في لغتنا العربية ، فبدأنا نرى ونسمع عبارات ومصطلحات ومسميات أجنبية عن لغتنا العربية ، فأغلب الشركات والمجمعات التجارية الجديدة وغيرها تحمل أسماءً أجنبية ،  حتى بعض المراكز الحكومية لم تسلم من ذلك فسميت بـ “الحكومة مول” ؟

وغزت الكلمات الأجنبية كلام الناس ووسائل الأعلام من صحف ومجلات وفضائيات وغيرها ، وبدأ التغيير التدريجي للأرقام العربية في الخطابات الحكومية الرسمية وغيرها بحجة – غير صحيحة – أنها هندية الأصل ، وقد لاحظنا جميعاً أن بعض الدول المعاصرة قد حققت شيئاً من التقدم التقني والصناعي ، من غير أن تتنازل عن لغتها الأم ، كالصين مثلاً ، فمن زارها لاحظ ذلك .

فاللغة الأجنبية ليست بالضرورة هي سبيل الرقي والتقدم ، وإنما هي الإرادة والثقة بالنفس ، واذا كان هناك من حاجة للغات والأرقام الأجنبية في بعض المجالات ، فليكن ذلك لأهل الحاجة والاختصاص فقط ، من غير تعميم ذلك على كل إدارات الدولة ومرافقها ، ولا أن يمس جيل الناشئة ، فالناشئة لا بد أن تتربى على مقومات وخصائص الدول والأمم ، فاللغة الاجنبية فهي وإن أضافت شيئاً الى المعرفة لدى الإنسان ، ولكن ليس على حساب مقومات وخصائص الأمم .
لذا أقدم لك رسالتي هذه لنتدارك الأمر قبل فوات الأوان ، وكلي ثقة وأمل بعد الله  بأن نتشارك جميعا في المحافظة والاهتمام بلغتنا العربية لغة القرآن ،،،
والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً .

وكتبه / خالد بن صالح الغيص

زر الذهاب إلى الأعلى