تفسير

مقابلة حول مشروع تهذيب تفسير ابن كثير الدمشقي

 

هذه نص مقابلة مع الشيخ محمد الحمود النجدي ، حول عمله في تفسير ابن كثير .

س1 : هل لكم أن تحدثونا عن مشروعكم تهذيب تفسير ابن كثير ؟

جـ1 :  الحمد لله رب العالمين , والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله  , صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه .

وبعد :

فقد منّ الله تعالى علينا – ومننه لا تعد ولا تحصى – بالانتهاء من تهذيب وتحقيق كتاب تفسير القرآن العظيم , للحافظ المفسر السلفي الإمام إسماعيل بن كثير الدمشقي القرشي المتوفى سنة ( 744هـ ) رحمه الله تعالى .
صاحب المؤلفات المشهورة في التفسير والحديث والتاريخ وغيرها .

وتفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله له مكانة لا تخفى على المشتغلين بالتفسير , قديما وحديثا ، لسهولة عبارته , وبُعدها عن التعقيد اللفظي ، واهتمامه بالتوحيد والعقيدة , وتبنيه لمنهج السلف رضوان الله عليهم وعقيدتهم ، والدفاع عنها , واهتمامه بجمع الآيات المتشابهة في الموضوع في مكان واحد ، واهتمامه بالتفسير الوارد في الأحاديث النبوية خاصة بمسند الإمام أحمد , والآثار الموقوفة عن الصحابة والتابعين .

س2 : متى بدأتم العمل بتهذيب تفسير ابن كثير ؟

جـ2 : بدأنا العمل بهذا الكتاب المبارك سنة 1419هـ – 1999م , واستغرق العمل فيه حوالي عشر سنوات وأتممناه قبل شهرين تقريبا , والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
وقد سميناه : ” حسن التحرير في تهذيب تفسير ابن كثير ” .

س3 : ما هي طريقة الحافظ ابن كثير في تفسيره للآيات ؟

جـ3 : تفسير الحافظ أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي الشافعي , من أشهر التفاسير وأحسنها وأصوبها , ويأتي في الرتبة بعد تفسير الإمام العلامة الحافظ أبي جعفر بن جرير الطبري شيخ المفسرين , وهما كما قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى : ” ولسنا نوازن بينهما وبين أي تفسير آخر مما بأيدينا , فما رأينا مثلهما ولا ما يقاربهما ” .
ولا عجب في ذلك ! فقد سلك الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى أحسن الطُّرق في تفسير القرآن العظيم , ففسر القرآن بالقرآن أولاً , لأن ما أُجمل في موضع قد بُيِّن وفُسر في موضع آخر, وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع آخر 0
ثم فسر القرآن، بالسنة النبوية , فإنها تأتي شارحة للقرآن وموضحة له , كما قال عز وجل : ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )  ( النحل : 44 ) .
ثم فسره بأقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين , فإنهم أعلم الناس بتفسيره ,فإنهم عاصروا التنزيل , وشاهدوا التأويل , و ” لهم من الفهم التام والعلم الصحيح , لا سيما علماؤهم وكبراؤهم كالأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين , وعبدالله بن مسعود … والحبر البحر عبدالله بن عباس ” وغيرهم .
ثم بأقوال التابعين كمجاهد بن جبر فإنه كان آية في التفسير , وسعيد بن جبير , وعكرمة مولى ابن عباس , وعطاء بن أبي رباح , والحسن البصري , ومسروق بن الأجدع , وسعيد بن المسيب , وأبي العالية , والربيع بن أنس , وقتادة , والضحاك بن مزاحم , وغيرهم من التابعين , ومن بعدهم .
وهذا أحسن ما يكون في تفسير كتاب الله العزيز .

فهو تفسير وسط , ليس بالطويل الممل , ولا القصير المخل .

س4 : ما هو منهجكم في تهذيب واختصار الكتاب ؟

جـ4 : سرت في اختصاري بما يقارب ما كتبه العلامة أحمد شاكر رحمه الله في اختصاره لتفسير ابن كثير إذ يقول :

1.” حافظت كل المحافظة على الميزة الأولى لتفسير ابن كثير , الميزة التي انفرد بها عن جميع التفاسير التي رأيناها , وهي تفسير القرآن بالقرآن , وجمع الآيات التي تدل على المعنى المراد من الآية المفسرة أو تؤيده وتقوية , فلم أحذف شيئا مما قاله المؤلف الإمام الحافظ في ذلك .
2. حافظت على آراء الحافظ المؤلف وترجيحاته في تفسير الآيات , مجتهداً في إبقاء كلامه بحروفه ما استطعتُ .
3. اخترت من الأحاديث التي يذكرها أصحها وأقواها إسناداً , وأوضحها لفظاً , فإن المؤلف رحمه الله كثيرا ما يذكر الحديث الواحد بروايات متعددة , ومن أوجه مختلفة .
4. حذفت أسانيد الأحاديث التي أذكرها , فإن الحافظ ابن كثير يذكر الأحاديث بأسانيدها مفصلة من دواوين السنة . فيقول مثلا ” قال الإمام أحمد بن حنبل : حدثنا … ” , ثم يسوق الإسناد والحديث , ثم كثيرا ما يذكر بعده تخريجه من الصحاح والسنن وغيرها , بأسانيدها كاملة أوبالإشارة إلى الأسانيد .
5. فاكتفيت من ذلك بذكر الحديث عن الصحابي روايه , أو التابعي إذا كان الصحابي غير مسمى , ثم أذكر بعد ذلك من رواه من الأئمة , معتمداً في ذلك على ما ذكره المؤلف رحمه الله , وهو حجةٌ في ذلك , فلم أرجع إلى المصادر التي يذكرها إلا عند الضرورة القصوى , لتحقيق لفظ الحديث , أو لغير ذلك من المقاصد العلمية الدقيقة , التي تتعلق بالرواية أو الدراية . ولم أزد على تخريجه إلا ما لم يكن منه بدٌ .
6. حذفتُ كل حديث ضعيف أو معلول , إلا أن يكون إثباته في موضعه ضرورةً علميةً : لرفع شبهة , أو بيان معنى حديث صحيح بحديث ليس ضعيفا بمرة , أو رد على احتجاج به لذي هوى أو ضغن على الإسلام وأهله .
7. حذفت المكرر من أقوال الصحابة في التفسير , وكثيرا من آراء التابعين , اكتفاء ببعضها , خصوصاً وأنها كثيراً ما تختلفُ لفظاً وتتفق وتتقارب معنى , كما قال المؤلف الحافظ رحمه الله .
8. نفيت عن كتابي هذا كل الأخبار الإسرائيلية وما أشبهها , فإن المؤلف رحمه الله قد خصها في مواضع كثيرة من تفسيره , وأبان عن خطلها وضررها وأنحى بالأئمة على روايتها ورُواتها .
9. حذفت أكثر ما أطال به المؤلف رحمه الله من الأبحاث الكلامية والفروع الفقهية , والمناقشات اللغوية واللفظية , مما لا يتصل بتفسير الآية اتصالاً وثيقاً , وأبقيتُ من ذلك مالم أجد منه بدا في إيضاح معنى الآية , أو تقوية المعنى الراجح المختار في تفسيرها .
10. أحيانا يذكر المؤلف الحافظ حديثاً طويلاً لمناسبة تفسير آية أو لمعنى يتعلق بها , ولا يكون كله في موضع الشاهد المتعلق بالآية , بل بعضه فقط .

س5  : كم بلغ حجم الكتاب الآن ؟

جـ5: الكتاب بلغ حوالي ألفي صفحة , في أربعة مجلدات من القطع الكبير .

س6  : كيف نحصل على الكتاب ؟

جـ6: الكتاب متوفر بجمعية إحياء التراث الإسلامي – فرع ضاحية صباح الناصر وهاتفها : 4809022  –  9454180  .
ومتوفر بالمكتبات الأخرى أيضا .

 

زر الذهاب إلى الأعلى