قبس من القرآن

تأديب من الله تعالى لعباده

  تأديب من الله تعالى لعباده 

قال الله تعالى ( وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ) [النساء : 83]

قال الإمام السعدي في تفسيره :

هذا تأديب من الله لعباده ، عن فعلهم هذاغير اللائق ، وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة ، والمصالح العامة ، ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين ، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم ، أن يتثبتوا ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر ، بل يردونه إلى الرسول ، والى أولي الأمر منهم , أهل الرأي , والعلم والنصح ، والعقل والرزانة ، الذين يعرفون الأمور ، ويعرفون المصالح وضدها .
فإذا رأوا في إذاعته مصلحه ، ونشاطا للمؤمنين وسرورا لهم ، وتحرزا من أعدائهم فعلوا ذلك ، وإن رأوا أنه ليس فيه مصلحه ، أو فيه مصلحة ولكن مضرته تزيد على مصلحته ، لم يذيعوه ولهذا قال: ( لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) أي : يستخرجونه بفكرهم ، وأرائهم السديدة ، وعلومهم الرشيدة .
وفي هذا دليل لقاعدة أدبيه : وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ، ينبغي أن يولى من هو أهلٌ لذلك ، ويجعل

 

 تأديب من الله تعالى لعباده

قال الله تعالى ( وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ) [النساء : 83]

قال الإمام السعدي في تفسيره :

هذا تأديب من الله لعباده ، عن فعلهم هذاغير اللائق ، وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة ، والمصالح العامة ، ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين ، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم ، أن يتثبتوا ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر ، بل يردونه إلى الرسول ، والى أولي الأمر منهم , أهل الرأي , والعلم والنصح ، والعقل والرزانة ، الذين يعرفون الأمور ، ويعرفون المصالح وضدها .
فإذا رأوا في إذاعته مصلحه ، ونشاطا للمؤمنين وسرورا لهم ، وتحرزا من أعدائهم فعلوا ذلك ، وإن رأوا أنه ليس فيه مصلحه ، أو فيه مصلحة ولكن مضرته تزيد على مصلحته ، لم يذيعوه ولهذا قال: ( لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) أي : يستخرجونه بفكرهم ، وأرائهم السديدة ، وعلومهم الرشيدة .
وفي هذا دليل لقاعدة أدبيه : وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ، ينبغي أن يولى من هو أهلٌ لذلك ، ويجعل إلى أهله ، ولا يتقدم بين أيديهم ، فانه أقرب إلى الصواب ، وأحرى للسلامة من الخطأ .
وفيه النهي عن العجلة ، والتسرع لنشر الأمور ، من حين سماعها ، والأمر بالتأمل قبل الكلام ، والنظر فيه : هل هو مصلحة فيقدم عليه الإنسان أم لا ؟ فيحجم عنه ؟

ثم قال تعالى  ( وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ) أي: في توفيقكم وتأديبكم وتعليمكم ما لم تكونوا تعلمون ( لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ) لأن الإنسان بطبعه ظالم جاهل ، فلا تأمره نفسه إلا بالشر ، فإذا لجأ إلى ربه ، واعتصم به ، واجتهد في ذلك ، لطف به ربه ، ووفقه إلى كل خير ، وعصمه من الشيطان الرجيم .

زر الذهاب إلى الأعلى