مختارات عامة

تراجعات الجماعة الإسلامية المصرية

قراءة في

 تراجعات الجماعة الإسلامية المصرية

المقدمة

إن الحمد لله ؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)﴾[آل عمران: 102].
﴿يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)﴾[النساء: 1].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾[الأحزاب: 70، 71].

أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أخي القارئ الكريم -رعاك الله-!
إن مسلك الغلو في التكفير والجهاد ذميم الفاتحة ، وخيم العواقب ، مفسد للدين والدنيا ، ومما يؤسف عليه أن بعض حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام غرر بهم لسلوك هذا النفق المظلم ؛ فصاروا يطلبون الجنة بما يبعد منها، ويتقربون إلى الله بمساخطه ؛ وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً! فرحمة بهؤلاء الشباب وطلباً لمصلحة الإسلام والمسلمين كتبت قبل هذه الرسالة كتاب «التنوير في نقض الغلو في التكفير والتفجير»، شحنته بأدلة الكتاب والسنة ، وبأقاويل هداة الأمة ومصابيحها -من القدماء والمعاصرين- في بيان فساد ما عليه أهل الغلو في التكفير والتفجير -هداهم الله، وأعادهم إلى الصواب والرشاد-.

ثم ها أنا أقدم لك هذه الرسالة التي جمعت فيها نبذًا من تراجعات غير قليل من أفراد من غلا في التكفير والتفجير وقاداتهم ، فيها عبر بليغة لمن أراد أن يعتبر ، وفيها عن هذا المسلك رادع ومزدجر ، فهي تراجعات قوم كان لهم باع طويل وتجربة مديدة في هذا المسلك ، ثم بعد أن ذاقوا نتائجه المرة، ووجدوا عواقبه الوخيمة، واتسعت دائرة علومهم ومعارفهم في الشرع والواقع، انكشف عن أعينهم الغطاء، وتبين لهم أنهم كانوا على غير الهدى والرشاد ؛ فتجردوا لتفنيد المنهج الذي كانوا بالأمس فرسانه ومقدميه ، حملهم على ذلك نصح الأمة ؛ كي لا تعيد الكرة بعد تلك المرة ، فحقيق علينا أن نستفيد ممن اكتوى بنار هذه المسالك، وتجرع من غصصها المريرة ، وشاهد بنفسه ما تؤدي إليه من المهالك، فالسعيد من وعظ بغيره!

ثم نبهت في هذه الرسالة على جهود مباركة في دول عديدة في مناصحة من سلك تلك المسالك ، ومشى على طريق المهالك ؛ وكان لذلك الثمار الحميدة ، وقصدي من خلال هذا التنبيه التشجيع على هذا المسلك، والحث على الولوج فيه لكل من له قدرة عليه ؛ فإنه عمل صالح إن تم مع الإخلاص لله كان له أحسن العواقب ، وأطيب النتائج في الدنيا والآخرة.

وقد اشتملت رسالتي هذه على مقدمة ، وخاتمة ، وستة فصول ، هي كما يلي:

الفصل الأول: تراجعات الجماعة الإسلامية المصرية.
الفصل الثاني: تراجعات الدكتور فضل (سيد إمام) الأمير الأول لجماعة الجهاد المصرية.
الفصل الثالث: التراجعات الجزائرية.
الفصل الرابع: تراجعات الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية.
الفصل الخامس: تراجعات بعض طلبة العلم السعوديين.
الفصل السادس: أهمية مناصحة أصحاب الفكر المنحرف.

وقد بذلت جهدي في هذه الرسالة لموافقة لب الصواب متقرباً بها إلى الله لا إلى العباد ، متذكراً قول خطيب الأنبياء : ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)﴾ [هود: 88].
والله أسأل أن يتقبل مني ويتقبل من كل قارئ هذه الرسالة كل عمل صالح ، وأن يحسن خاتمتنا ، ويجعل الجنة مصيرنا ؛ إنه نعم المجيب.

كتبها أبو معاوية غالب بن أحمد في عمان الأردن
في ربيع الثاني 1431

**************

تراجعات الجماعة الإسلامية المصرية

الفصل الأول

 

نشأة الجماعة الإسلامية، وتاريخها

نشأت الجماعة الإسلامية من جامعات مصر في أوائل السبعينيات ، وكانت في بداية أمرها تقتصر على النشاط الدعوي والاجتماعي والثقافي ؛ مع استخدام أسلوب تغيير المنكر باليد ، والعنف في بعض الأحيان.

وقد كان للجماعة موقف متشدد إبان اتفاقية (كامب ديفيد) في الصلح مع الدولة اليهودية، فقاموا بالمسيرات، والمؤتمرات، وتوزيع المنشورات منددين بهذا الصلح معارضين له.

وفي عام (1979 م) التقى كرم زهدي من الجماعة الإسلامية بصاحب كتاب «الفريضة الغائبة» المهندس محمد عبد السلام فرج -من تنظيم الجهاد في القاهرة-؛ فدعاه محمد عبد السلام فرج إلى تبني فكر كفر الحاكم، ووجوب الخروج عليه بالسلاح ، واشتراك الجماعتين الجهاد والجماعة الإسلامية في ذلك ؛ للوصول إلى إقامة الدولة الإسلامية المنشودة.
قام كرم زهدي بعرض هذا المقترح على مجلس شورى الجماعة الإسلامية في صعيد مصر؛ الذي كان يرأسه ناجح إبراهيم؛ فتمت الموافقة عليه، ورأوا أن يؤمروا عليهم عمر عبد الرحمن أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط .

ومن ذلك الحين رأت الجماعة سلوك سبيل الخروج على الحاكم، ومحاولة تغيير السلطة بقوة السلاح ، واعتبرت أن ترك استعمال السلاح لتغيير نظام الحكم يعد من الجبن والغباء ، وأن الطرق السلمية في الدعوة وحدها لا تكفي.
وقد قامت الجماعة بالتعاون مع جماعة الجهاد بقتل الرئيس محمد أنور السادات في (6 أكتوبر 1981) ، وقبض على قاتليه ، وتم قتلهم رمياً بالرصاص.

وبعد يومين فقط من قتل السادات ؛ أي في (8 أكتوبر 1981) داهم بعض أفراد الجماعة الإسلامية بقيادة الدكتور ناجح إبراهيم مديرية أمن أسيوط ومراكز الشرطة فيها ، واحتلوا المديرية لأربع ساعات ، وقد جرت معركة بين أفراد الجماعة وقوات الأمن المصري أدت إلى مقتل عدد من كبار الشرطة والقوات الخاصة ؛ فقد راح ضحية هذه العملية سبع وتسعون من قوات الشرطة ، وعدد من المواطنين ، واثنان من أفراد الجماعة الإسلامية ، وقبض على من تبقى منهم ، وكان من ضمن من قبض عليهم منهم : ناجح إبراهيم (مواليد أسيوط عام 1955م)، وكرم زهدي (مواليد 1952)، وعصام دربالة، وعاصم عبد الماجد محمد ماضي (مواليد 1957م)، وقد حكم عليهم بالسجن المؤبد لمدة (25) سنة مع الأشغال الشاقة.

وقد ألف قادة الجماعة بعد دخولهم السجن ثلاثة كتب هي: «ميثاق العمل الإسلامي» ، و«حتمية المواجهة» ، و«حكم الطائفة الممتنعة»؛ فكانت هذه الكتب مشتملة على منهج الجماعة ، وركيزتها ، وتم التركيز إبان ذلك على تعليم أفراد الجماعة الأفكار التي انتهت إليها بصورة مكثفة ، وتم في السجن تثقيف أفراد الجماعة وتربيتهم على منهج الجماعة.
وقد حاولت الجماعة قتل الرئيس حسني مبارك مراراً ؛ ولكن لم تظفر بذلك.
وجاء في كتاب «الإرهاب في ميزان الشريعة» (ص407):
“ونفذ التنظيم الجديد عمليات في صعيد مصر ضد النصارى ، عكست فكره بالنسبة لاستحلال أموالهم  ؛ منها: سرقة محل ذهب في مدينة نجع حمادي التابعة لمحافظة قنا في (16/6/1981 ميلادي)؛ حيث استولوا على محتوياته من ذهب وأموال ، وقتلوا أصحابه ، وهم: فوزي مسعود ، وجرجس فوزي.

وفي (28/6) قاموا بقتل أحد القساوسة في أسيوط .
وفي القاهرة تم إلقاء عدة قنابل على كنيسة في حي شبرا أسفرت عن مقتل وجرح العشرات .
فقد بلغ عدد حوادث الاعتداء على السائحين الأجانب – وهم طبعاً من أهل الكتاب – حتى شهر (11 من عام 1997) ؛ الذي شهد حادثة الأقصر الشهيرة (35) حادثة، وبلغ عدد الوفيات (93)، وعدد المصابين (68).

ومن هذه العمليات:
1- إلقاء قنبلتين على معبد الكرنك، شهر (يونيو 1992).
2- اعتداء بالرصاص على باخرة سياحية قرب المنيا.
3- إطلاق الرصاص على أتوبيس سياحي في محافظة قنا، وإصابة (6) سائحين.
4- إطلاق الرصاص على أتوبيس سياحي بديروط، ومقتل سائحة إنجليزية.
5- إطلاق الرصاص على أتوبيس سياحي في أسيوط.
6- حادث فندق أوروبا بالهرم، وقتل فيه (18) سائحاً يونانيّاً، (18/4/1996).
7ـ حادث الأقصر وهو الأخير، يوم (17/11/1997)، وقتل فيه (58) سائحاً أجنبيّاً.
أما عدد حوادث العنف ضد الأقباط؛ فقد بلغت حتى عام (1997): (31) حادثة، وعدد الوفيات (42)، والمصابين (45)، وقد شهدت تلك الأحداث مدن أسيوط، والمنيا، وأبو قرقاص بالمنيا، وببني سويف، وبهجور بسوهاج، والاعتداء على الكنائس والأفراد.
أما عدد قضايا وحوادث التعدي على رجال الشرطة؛ فقد بلغت (83) حادثة، وعدد القتلى (382)، وعدد المصابين (400)؛ وذلك ما بين ضباط … وجنود. [كتاب «نور البصيرة يضيء ليل الجماعة الإسلامية في مصر» ، مجدي شندي – بتصرف]. انتهى( 1 ).

هذا بالإضافة إلى أن الجماعة كانت تقوم بمعاقبة أصحاب المنكرات بنفسها ؛ كحرق محلات الفيديو وأشرطة الغناء ، وضرب السكران ، وسكب ماء النار على وجوه المتبرجات ؟؟؟

قامت هذه الجماعة بكل ذلك مع كونها تقتصر في التكفير على الحاكم، ولم تكن ترى كفر المجتمع بأكمله ، ولا تحرم الدخول في وظائف الدولة.
لقد صار لهذه الجماعة انتشار في كل محافظات مصر وجامعاتها ، وكان أكبر انتشار لها في صعيد مصر ؛ لا سيما محافظة أسيوط .
وقد قدر عدد أفراد الجماعة بـ (50) ألف، وبعضهم يقول: (100) ألف.
وقد كان معظم أعمال العنف في مصر على يد هذه الجماعة.

* الأضرار التي نتجت عن مسلك الجماعة :

أدى مسلك الجماعة إلى أضرار كبيرة للغاية ، في حين أنهم كانوا يوهمون أنفسهم أنهم يحققون شيئاً للإسلام يفوق هذه المفاسد !
وفي الحقيقة كانت تلك المصالح التي يحققونها من قبيل الوهم والسبح في الخيالات؛ فقد أدى مسلكهم إلى قتل نفوس معصومة من السياح ، والشرطة، وأهل الكتاب ، والأطفال والنساء وغيرهم ، والاعتداء على الأموال بالباطل، وتنفير الناس من الدين ، وتخوف الحكومة من كل من له اتجاه في التدين ، وإقصائهم عن مناصب الدولة والمراكز الحساسة ، وفتح الباب لأعداء الإسلام ليبثوا سمومهم في المجتمع ، ويستغلوا تلك الحوادث الآثمة للتنفير من الإسلام ومحاربته ، وغرر بعشرات الآلاف من الشباب المتعطش للعمل لدينه ، وفتح لهم الأبواب للمهالك والأخطار، ودخلوا في صراع مع إخوانهم المسلمين من أمن الدولة ، وقتل منهم المئات ، وأدخل منهم السجون عشرات الآلاف ؛ حتى قيل: إنهم بلغوا ثلاثين ألفاً.
وأدخل معهم من ليس منهم؛ بمجرد الاشتباه به ، وقاسوا ألوان التعذيب البدني والنفسي ، وهرب منهم من هرب ؛ فغرب عن وطنه ، وتشرد في البلاد ، ويتم أطفال، ورملت نساء ، وضاعت أسر ، وانجرحت أفئدة الأمهات ، وفاضت أعينهن من الدمع، وذاق المسلمون بعضهم من بأس بعض!

وضيق على الدعاة والملتزمين بأحكام الشريعة ؛ فاختنقت الأنفاس ، وضاقت الصدور ، ووصل الضرر إلى المذنب وغير المذنب .
وكان التعذيب في السجون سبباً لزيادة الأوهام نحو الشرطة ، ومن بيده زمام الأمور بالدولة ؛ إذ تخيلوا أنهم يعذبون من أجل أنهم يقولون : لا إله إلا الله ! وضعف مجال الدعوة إلى التوحيد والسنة ، وضيق نطاقه، وصار سلوك مسلكه فيه مخاطرة ، وصار الأهالي يخافون على أولادهم من التوجه الديني ، ويعملون على منعهم منه ؛ حتى ولو بالقوة ، وتفجرت النزاعات الطائفية بين المسلمين والنصارى ، واستغل ذلك من قبل دول الكفر لغير مصلحة الإسلام .

ولو أنهم بذلوا جزءاً يسيراً من هذه الجهود الجبارة التي بذلوها في محاربة الدولة في نصح الحاكم والمحكوم بالرفق واللين ، والتصفية والتربية؛ لحققوا من المصالح ما يفوق العد ، ولا يقف عند حد ، ولكن هكذا الشيطان يدعو لاستعمال العنف في غير موضعه للإضرار بالإسلام وأهله.

* قصة تراجع الجماعة :

وفي (5/7/1997) أثناء نظر المحكمة العسكرية في مصر في بعض القضايا التي تتعلق بمجموعة من أفراد الجماعة الإسلامية ، وفي حين شهود وسائل الإعلام ؛ فوجئ الجميع بأن محمد أمين يقرأ بياناً موقعاً من ستة من قادة الجماعة الإسلامية ، ونصه كالتالي:

“إن قيادة الجماعة الإسلامية تدعو إلى وقف العمليات العسكرية والبيانات المحرضة لها من جانب واحد، ودون قيد أو شرط .. وذلك لمصلحة الإسلام والمسلمين”، وقد اختار أن يكون ذلك بطريقة مفاجئة حتى لا يمنع من أحد .
لم تكن تلك المبادرة مجرد كلمة تطلق أمام المسؤولين ، ثم تذهب أدراج الرياح ؛ بل كانت بداية صادقة لتراجع جذري عن منهج العنف في التعامل مع الحاكم، ومصداق ذلك : الكتب الكثيرة المتوالية التي صدرت عن أولئك القادة التاريخيين للجماعة الإسلامية.

ومن الجدير بالذكر: أن الجماعة لم تكتف بعد تراجعها عن منهج العنف على تصحيح مسارها ، بل انتقلت إلى ما هو أكبر من ذلك ؛
وهو تقييم الجماعات الغالية في الجهاد والتكفير -أيضاً-، والرد على شبهاتها.
وإليك أسماء بعض الكتب التي ألفها أولئك القادة ؛ بعد مبادرتهم لوقف العنف:

1- «مبادرة وقف العنف.. رؤية شرعية ، ونظرة واقعية »
تأليف : أسامة إبراهيم حافظ ، وعاصم عبد الماجد ، وأقره وراجعه مجلس شورى الجماعة .
2- «نهر الذكريات»
ألفه كرم زهدي ، وناجح إبراهيم ، وعلي محمد علي الشريف ، وأسامة إبراهيم حافظ ، وحمدي عبد الرحمن ، وفؤاد محمد الدواليبي ، وعاصم عبد الماجد محمد ، ومحمد عصام الدين دربالة.
3- «استراتيجية وتفجيرات تنظيم القاعدة: الأخطاء والأحكام»
قام بتأليفه : محمد عصام الدين دربالة ، وأقره أعضاء مجلس شورى الجماعة الإسلامية.
4- «تفجيرات الرياض: الأحكام ، والآثار»
تأليف : ناجح إبراهيم ، وأقره وراجعه أعضاء مجلس شورى الجماعة .
5- كتاب «تجديد الخطاب الديني»:
ألفه : الدكتور ناجح إبراهيم عبد الله.
6- «حرمة الغلو في الدين وتكفير المسلمين»
تأليف : ناجح إبراهيم عبد الله، وعلي محمد علي الشريف.
7- «تسليط الأضواء على ما وقع في الجهاد من أخطاء»
ألفه : حمدي عبد الرحمن عبد العظيم ، وناجح إبراهيم عبد الله ، وعلي الشريف .
8- «النصح والتبيين في تصحيح مفاهيم المحتسبين»
قام بتأليفه : علي الشريف ، وأسامة إبراهيم حافظ.
9- «الحاكمية .. رؤية شرعية ، ونظرة واقعية»
وهو -أيضاً- من تصنيف : ناجح إبراهيم عبد الله .
10- «أحكام الديار.. فقه متجدد لعالم متغير»
وقد ألفه : ناجح إبراهيم -أيضاً-.
11- «هداية الخلائق.. بين الغايات والوسائل»
وهو كذلك من تأليف ناجح إبراهيم.
12- «دعوة للتصالح مع المجتمع»
تأليف : ناجح إبراهيم.
13- «حتمية المواجهة، وفقه النتائج»:
ألفه الدكتور ناجح إبراهيم.
14- «إيضاح الجواب عن سؤالات أهل الكتاب»:
ألفه عاصم عبد الماجد.
15- «فتوى التتار لشيخ الإسلام ابن تيمية.. دراسة وتحليل»:
تأليف الدكتور ناجح إبراهيم.
16- «تطبيق الأحكام من اختصاص الحكام.. الحدود، إعلان الحرب، الجزية»:
قام بتصنيفه ناجح إبراهيم ، وأقره أعضاء مجلس شورى الجماعة.

وهذه الكتب قد ألفها أناس قد مارسوا العمل المسلح ضد الحاكم ، وسجنوا وعذبوا في سبيل هذا المسلك الذي اختاروه ، فهم من أهل الفتوى عند من يسلك هذا المسلك ، فهم في معاييرهم لا يأخذون الفتوى عن أفراد العصر وأئمته الذين لا يشق غبارهم في العلم والتقوى والورع ؛ كابن باز ، وابن عثيمين ، والألباني ، ولكنهم يأخذون عن أهل الثغور.
فهلاّ أخذوا هذه التراجعات من هؤلاء القادة ؟ أم هم ماضون في سلك التناقض والتخبط ؟!
وكيف يقال: إن الفتوى لا تؤخذ إلا من أهل الثغور؛ وكثير من أئمة الفتوى كأبي حنيفة والشافعي ومالك لم يكونوا منهم ؟ فواعجباً كيف يعتمد الإنسان في سفك الدماء على مثل هذه الأوهام ؟!
وقد ترجم بعض بحوث هؤلاء القادة إلى لغات أجنبية ، ونشرت كتبهم على نطاق واسع ، ودرست في السجون.
وكانت نتائج هذه التراجعات بادية لكل ذي عينين ؛ فقد توقفت دوامة العنف مع الحكومة من قبل الجماعة الإسلامية ، وانصرف أفراد الجماعة وقاداتها إلى التعامل السلمي مع الأحداث ، ولم يقع من أفراد الجماعة أي عمل مسلح بعد التوافق على هذه المبادرة من قبل قادات الجماعة ؛ فلله الحمد والمنة .
وقد اقتنعت الحكومة بصدق هذه المبادرة تمام الاقتناع ، وأخرجت الآلاف الكثيرة من أفراد الجماعة من السجون ؛ بعد أن حسنت معاملتها معهم فيها.
ولقد كان العنف في التعامل مع السجناء ، وعدم التوجه إلى المناصحة والإقناع بالحجة من قبل العلماء بالدليل والبرهان من أسباب تأخر هذه المراجعات ، وكان يزيد الحطب اشتعالاً ، والفتنة ثوراناً ، ولكن قدر أن تكون هذه التراجعات في هذا الوقت ، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
ولقد كان فيها عبرة بليغة لمن أراد أن يعتبر؛ ممن تسول له نفسه أن يسلك مثل مسلكهم المخالف لسنن الله الكونية والشرعية.

* دوافع المراجعات

قال الدكتور ناجح بدوي :

” أما الدوافع التي دفعتنا إلى إعلان المبادرة وتفعيلها فهي عديدة :-

أولاً: فهذا قتال بين أبناء دين واحد ، ووطن واحد ، وهذه الدماء كانت تراق كل يوم بلا سند شرعي ، بل إن الشريعة قد صانت هذه الدماء وحمتها وحفظتها .
أضف إلى ذلك أن هذا القتال قد أفضى إلى مفاسد عظيمة مثل : توقف الدعوة إلى الله وامتلاء السجون بخيرة شباب هذا البلد ، وما نجم عنه من تشريد الأسر وضياع الأبناء ، ورغم أن الهدف المعلن من هذا القتال هو إخراج المعتقلين من السجون وكانوا يقدرون ـ آنذاك ـ ببضع مئات فزاد عددهم إلى آلاف عدة .

ثانياً : ومن الأسباب التي دفعتنا للمبادرة ووقف العنف والاحتراب الداخلي نهائياً ، هو رغبة إسرائيل في الهيمنة على المنطقة ، وإضعاف الدولة المصرية وتهميش دورها.
ولما كان الاحتراب الداخلي يساعد على ضعف الفريقين ، الحركة الإسلامية والدولة ، معاً رأينا وقف العنف نهائياً.
فمصر هي أعظم دولة مؤهلة دائماً لصد العدوان على الأمة العربية والإسلامية ، فمن هزم الصليبين سواها ؟ ومن هزم التتار سواها ؟ وذلك كله بعد توحدها مع الشام، الذي يمثل الخطوة الأولى في كل انتصاراتنا التاريخية.
وأول خطوة على الحركة الإسلامية أن تقوم بها ، ألا تحاول هدم سلطة الدول التي تحيا بها ، وعلى الحكومات ألا تحاول هدم الحركات الإسلامية ما دامت لا تحاربها ولا تقاتلها ولا تصارعها ، فهدم الفريقين هو بداية الهزيمة ، وقوة الفريقين معاً هو بداية النصر.

ثالثاً : كما نظرنا أيضا إلى الخطر الناشئ من محاولات بسط نفوذ الحضارة الغربية على حساب الهوية الإسلامية انطلاقا من مقولات : نهاية التاريخ ، وصدام الحضارات ، وكانت العمليات القتالية بمصر تصب في خانة تقوية قيم الحضارة الغربية على حساب القيم الإسلامية.

رابعــاً: كما نظرنا إلى الخطر الناشئ من بروز سياسة حصار واستئصال الظاهرة الإسلامية ، سواء كانت دولة أو حركة أو أقلية ، وذلك على مستوى استراتيجيات القوى الدولية المناهضة للإسلام ، وكان استمرار العمليات القتالية يجعل المناخ مهيئا لإتمام هذا الاستئصال ، أو إحكام الحصار بدعوى مواجهة الإرهاب والحرب الوقائية ضده .

خامســاً: وقدرنا أيضا الخطر الناشئ من محاولات بعض دوائر أقباط المهجر لتوظيف الضغوط الدولية ضد مصر لتحقيق مكاسب غير مستحقة أو مشروعة ، بدعوى أن الأقباط يتعرضون لعمليات تستهدفهم من الجماعات الإسلامية ، والحكومة تتستر على ذلك ، و كان استمرار العمليات التي يستهدف بعضها الأقباط يمثل ذريعة يتذرعون بها لاستمرار الضغط والابتزاز ، خاصة مع إحساس هذا النفر من أقباط المهجر ببروز سياسة دولية لتحريض الأقليات ضد الحكومات التي تعيش في كنفها.

سادســـاً: وقدرنا كذلك الخطر الناشئ من احتدام الصراع بين دعاة الفكرة الإسلامية ودعاة الفكرة العلمانية ، حيث يظهر جليا أن هناك بعض المعارضين للفكرة الإسلامية يوظف العمليات القتالية في مصر ، لتحريض السلطات على كل ما هو إسلامي ، لإحراز النصر الحاسم على دعاة الفكرة الإسلامية ، وكان واجبا علينا أن نحرمهم من هذه الفرصة.

سابعـــا: ونظرنا بعين الاعتبار أيضا إلى الخطر الناشئ من الاضطراب المتزايد في المشهد الاجتماعي بمصر ، وذلك باستمرار القتال بين أبناء البلد الواحد بما يخلفه من أحقاد وضغائن” .
انتهى من (موقع الجماعة الإسلامية) .

_________________

(1)(1) “الإرهاب في ميزان الشريعة ” عادل العبد الجبار (ص410).

زر الذهاب إلى الأعلى